للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذين درسوا الاستشراق يقطعون بأنه لا يوجد مستشرقٌ محايد ولا نزيه، حتى من أصدر بعض الكلمات التي ظاهرها يُشعر بالإنصاف للإسلام ونبي الإسلام؛ إنما دسَّ السمّ في العسل كما يقولون، وتتبعوا مقالاتهم في ذلك، وبيَّنوا هذا من ذاك.

الآن نبين المنهج الذي اعتمدوا عليه، ومدى بُعده عن الحقائق العلمية، والمناهج العلمية المتبعة عند العلماء في كل مكان، وإثبات زَيْف ما يقولون: إنهم يُوافقون المناهج العلمية.

وكيف نتصوَّر منهجًا علميًّا رصينًا ممن ينطلقون في أبحاثهم من موقف عدائي، كما أسلفنا قبل: الغرض التبشيري، الغرض استعمار البلاد الإسلامية، الغرض السيطرة على مُقَدَّرات الإسلام، هل يصدق العقل أن من ينطلق من هذه الروح العدائية سيكون حياديًّا في دراسته! حتى وإن زيَّف علينا وألبس دراسته ثوب البحث العلمي الدقيق، أو الذي يتَّبِع المناهج العلمية، الأمر أوضح من أن يقول فيه أحد، والأدلة على ذلك كثيرة جدًّا، فهم انطلقوا في دراستهم من نزعة دينية تحمل الحقد والعداء للإسلام وأهله، ومن نزعة سياسية استعمارية تريد أن تسيطر على العالم الإسلامي، وعلى مقدَّراته، وعلى أرزاقه إلى آخره.

والبحث العلمي المجرد النزيه الخالص لا يمكن أن يكون بهذه الأوصاف حين ينطلق من هذه الروح العدائية، ولذلك عندنا العلم يُبتغى به وجه الله، نطلبه لله، والذي يطلب العلم لله لا يُمكن أن يُزيِّف ولا يمكن أن يظلم؛ لأنه متقي لله {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} (البقرة: ٢٨٢).

إذن، الزعم بأنهم يكتبون بلغة علمية رصينة وباتباع للمناهج العلمية الدقيقة، هذا زعم فاسد وباطل، وهم لن يتخلَّوا أبدًا عن نزعاتهم في هذه الكتابة، وكيف

<<  <   >  >>