للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معرفة أيِّ شيء يتعلَّق بهذا التخصص أيًّا كان هذا التخصص، والعلوم الشرعية، ومن بينها علوم السنة المطهرة هي أولى بذلك.

ثم شرع -رحمه الله- يضرب أمثلة على ذلك قال: فمن ذلك ما روى جعفر بن جسر عن أبيه عن ثابت عن أنس يرفعه من قال: "سبحان الله وبحمده غرس الله له ألف نخلة في الجنة أصلها من ذهب" إلى آخر الحديث مبالغات وطامات كثيرة، جعفر هذا هو جعفر بن جسر أو جسر بن فرقد أبو سليمان القصاب البصري، قال ابن عدي: أحاديثه مناكير. وقال الأزدي: يتكلمون فيه. وأما أبوه فقال عنه يحيى بن معين: لا شيء، ولا يكتب حديثه. وقال النسائي والدارقطني: ضعيف. إلى آخر ما قالوه في هذا الحديث.

ابن القيم هنا يضرب أمثلة لبعض الروايات السمجة التي تُخالف المعقول، تخالف نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة.

أيضًا يضرب مثالًا آخر يقول: من دعا بهذه الأسماء اللهم أنت حي لا تموت، وغالب لا تغلب، وبصير لا ترتاب، وسميع لا تشك، وصادق لا تكذب، وصمد لا تطعم، وعالم لا تعلم، إلى أن قال: فوالذي بعثني بالحق لو دُعي بهذه الدعوات على صفائح الحديد لذابت، وعلى ماء جار لسكن، ومن دعا .. إلى آخره هذا من رواية أحمد بن عبد الله الجويباري الكذاب، وتابعه كذاب آخر، وهو الحسين بن داود البلخي إلى آخر ما ذكر. سماجة اللفظ مع الكذابين الذين في إسناده دلُّوا على أن الحديث موضوع، وذكر أمثلة كثيرة.

لكن على كل حال بعض القواعد التي ضربها يقول: ونحن ننبه على أمور كلية يعرف بها كون الحديث موضوعًا، قواعد ضابطة يتبين بها أن هذا الحديث مضوعًا من ذلك اشتماله على أمثال هذه المجازفات التي لا يقول مثلها رسول

<<  <   >  >>