للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: لو أخذنا الآية بظاهرها سنقطع اليدين معًا من كل سارق، ومن أول الأصابع إلى المنكب، جاءت السنة ((ولما أتي بالسارق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- طبق الحد)) كيف طبقه؟ ((قطع اليد الواحدة بمقدار الكف فقط)) إذن هذا الحديث موجود في كتب السنة عند البيهقي، وعند الإمام أحمد وغيره ((أتي بسارق إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقطع يده من مفصل الكف)) نحن قلنا عليها: الرسغ،، نسميها مفصل الكف، ومن يد واحدة.

فلولا السنة لما استطعنا إقامة الحد على وجهه الصحيح، وأيضًا الأمثلة على تقييد السنة المطهرة للقرآن الكريم كثيرة، لكنني أشير إلى بعض الأمثلة فقط؛ لنبين دور السنة مع القرآن الكريم.

توضيح المبهم

النوع الرابع: من أنواع بيان السنة للقرآن الكريم، توضيح المشكل، ويسميه بعض العلماء توضيح المبهم، وذلك بأن تكون هناك بعض الألفاظ في القرآن الكريم يعني: لا نفهم معناها أو لا يفهم البعض معناها، فتوضحها لنا السنة المشرفة.

ومن أمثلة ذلك في قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} (البقرة: ١٨٧) ما هو المراد بالخيط الأبيض والخيط الأسود، روى البخاري -رحمه الله تعالى- بسنده إلى سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: نزلت {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}، ولم يكن قد نزل قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} يعني: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ}.

فيقول سهل بن سعد -رضي الله عنه-: وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجليه الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولا يزال يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله

<<  <   >  >>