للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا الذكر عشر مرات؟ فنقول: لا يجزئ. أما في الجزاء، فتعدل هذا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فلا يلزم من المعادلة في الجزاء المعادلة في الإجزاء. ولهذا، لو قرأ سورة الإخلاص في الصلاة ثلاث مرات، لم تجزئه عن قراءة الفاتحة.

قال العلماء: ووجه كونها تعدل ثلث القرآن: أن مباحث القرآن خبر عن الله وخبر عن المخلوقات، وأحكام، فهذه ثلاثة:

١ - خبر عن الله: قالوا: إن سورة: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تتضمنه.

٢ - خبر عن المخلوقات، كالإخبار عن الأمم السابقة، والإخبار عن الحوادث الحاضرة، وعن الحوادث المستقبلة.

٣ - والثالث: أحكام، مثل: أقيموا، آتوا، لا تشركوا .. وما أشبه ذلك.

وهذا هو أحسن ما قيل في كونها تعدل ثلث القرآن.

قوله: "حيث يقول: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} ":

{قُلْ}: الخطاب لكل من يصح خطابه.

وسبب نزول هذه السورة: أن المشركين قالوا للرسول عليه الصلاة والسلام: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة (١)، وقيل:


(١) رواه أحمد (٥/ ١٣٣)، والواحدي في "أسباب النزول" (٢٦٢) والترمذي (٣٣٦٤) , والبيهقي في "الأسماء والصفات" رقم (٥٠ و ٦٠٧ و ٦٠٨) , وان حزيمة في "التوحيد" (٤٥) , الدارمي في "الرد على الجهميةبرقم (٢٨) من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه, وقال الحافظ في "الفتح": أخرجه البيهقي بسند جيد (١٣/ ٣٥٦) , وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (٢٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>