للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينافي المعنى الأول، لأنه يدل على غناه بنفسه عن جميع خلقه، وقيل {الصَّمَدُ} يمعنى المفعول، أي: المصمود إليه، أي الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، بمعنى: تميل إليه وتنتهي إليه وترفع إليه حوائجها، فهو بمعنى الذي يحتاج إليه كل أحد.

هذه الأقاويل لا ينافي بعضها بعضاً فيما يتعلق بالله عز وجل، ولهذا نقول: إن المعاني كلها ثابتة، لعدم المنافاة فيما بينها.

ونفسره بتفسير جامع فنقول: {الصَّمَدُ}: هو الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته، فهي صامدة إليه.

وحينئذ يتبين لك المعنى العظيم في كلمة {الصَّمَدُ}: أنه مستغن عن كل ما سواه، كامل في كل ما يوصف به، وأن جميع ما سواه مفتقر إليه.

فلو قال لك قائل: إن الله استوى على العرش، هل استواؤه على العرش بمعنى أنه مفتقر إلى العرش بحيث لو أزيل لسقط؟ فالجواب: لا، كلا، لأن الله صمد كامل غير محتاج إلى العرش، بل العرش والسماوات والكرسي والمخلوقات كلها محتاجة إلى الله، والله في غنى عنها فنأخذه من كلمة {الصَّمَدُ}.

لو قال قائل: هل الله يأكل أو يشرب؟ أقول: كلا، لأن الله صمد.

وبهذا نعرف أن {الصَّمَدُ} كلمة جامعة لجميع صفات

<<  <  ج: ص:  >  >>