للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنَ السَّمَاءِ}، مثل المطر والوحي والملائكة وأمر الله عز وجل، {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}، كالأعمال الصالحة والملائكة والأرواح والدعاء.

وهنا قال {وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا} , فعدى الفعل بـ (في) وفي سورة المعارج قال: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج: ٤]، فعداه بـ إلى، وهذا هو الأصل، فما وجه ونه عدى بـ (في) في قوله: {يَعْرُجُ فِيهَا}؟

فالجواب: اختلف نحاة البصرة والكوفة في مثل هذا، فقال نحاة البصرة: إن الفعل يضمن معنى يتلائم مع الحرف، وقال نحاة الكوفة: بل الحرف يضمن معنى يتلائم مع الفعل.

فعلى الرأي الأول: يكون قوله: {يَعْرُجُ فِيهَا}: مضمناً معنى (يدخل)، فيصير المعنى: وما يعرج فيدخل فيها، وعليه يكون في الآية دلالة على أمرين: على عروج ودخول.

أما على الرأي الثاني، فنقول: (في) بمعنى (إلى) ويكون هذا من باب التناوب بين الحروف.

لكن على هذا القول لا تجد أن في الآية معنى جديداً وليس فيها إلا اختلاف لفظ (إلى) لفظ (في) ولهذا كان القول الأول أصح وهو أن تضمن الفعل معنى يتناسب مع الحرف.

ولهذا نظير في اللغة العربية، قال الله تعالى: {عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً} [الإنسان: ٦]، والعين يشرب منها والذي يشرب به الإناء، فعلى رأي أهل الكوفة نقول: {يَشْرَبُ بِهَا} الباء بمعنى

<<  <  ج: ص:  >  >>