للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفتح، بفتح الميم والكسر التاء وهي الخزائن، فـ {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ} خزانته، وقيل: {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}، أي: مبادئه، لأن مفتح كل شيء يكون في أوله، فيكون على هذا: {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}، أي: مبادئ الغيب، فإن هذه المذكورات مبادئ لما بعدها.

{الْغَيْبِ}: مصدر غاب يغيب غيباً، والمراد بالغيب: ماكان غائباً والغيب أمر نسب، لكن الغيب المطلق علمه خاص بالله.

هذه المفاتح سواء قلنا إن المفاتح: هي المبادئ، أو: هي الخزائن، أو: المفاتيح، لا يعلمها إلا الله عز وجل، فلا يعلمها ملك، ولا يعلمها رسول، حتى إن أشرف الرسل الملكي وهو جبريل ـ سأل أشرف الرسل البشري ـ وهو محمد عليه الصلاة والسلام ـ قال: أخبرني عن الساعة؟ قال: "ما المسؤول عنها بأعلم من السائل" (١) , والمعنى: كما أنه لا علم لك بها، فلا علم لي بها أيضاً. فمن ادعى علم الساعة، فهو كاذب كافر، ومن صدقه، فهو أيضاً كافر، لأنه مكذب للقرآن.

وهذه المفاتح؟ فسرها أعلم الخلق بكلام الله محمد صلى الله عليه وسلم حين قرأ: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان: ٣٤] (٢)، فهي خمسة أمور:


(١) تقدم تخريجه (ص ٥٤).
(٢) رواه البخاري (٤٧٧٨) عن ابن عمر رضي الله عنه في كتاب التفسير/ باب قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ}.

<<  <  ج: ص:  >  >>