للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القوة وعلى النعمة.

ففي الحديث الصحيح حديث النواس بن سمعان الطويل: "أن الله يوحي إلى عيسى أني أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم" (١)، والمعنى: لا قوة لأحد بقتالهم، وهم يأجوج ومأجوج.

وأما اليد بمعنى النعمة، كثير، ومنه قول رسول قريش لأبي بكر: "لولا يد لك عندي لم أجزك بها، لأجبتك" (٢)، يعني: نعمة.

وقول المتنبي:

وكم لظلام الليل عندك من يد ... تحدث أن المانوية تكذب

والمانوية: فرقة من المجوس الذين يقولون: إن الظلمة تخلق الشر، والنور يخلق الخير. فالمتنبي يقول: إنك تعطي في الليل العطايا الكثيرة التي تدل على أن المانوية تكذب، لأن ليلك يأتي بخير.

فالمراد بيد الله: النعمة، وليس المراد باليد اليد الحقيقية، لأنك لو أثبت لله يداً حقيقية، لزم من ذلك التجسيم أن يكون الله تعالى جسماً، والأجسام متماثلة، وحينئذ تقع فيما نهى الله عنه في قوله: {فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ} [النحل: ٧٤].


(١) رواه مسلم (٢٩٣٧) عن نواس بن سمعان رضي الله عنه في كتاب الفتن/ باب ذكر الدجال.
(٢) رواه البخاري (٢٧٣١ , ٢٧٣٢) ورسول قريش هو عروة بن مسعود, كتاب الشروط/ باب الشروط في الجهاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>