للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البخاري وغيره: "أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية" (١) وهذا واضح.

ولا يقال أيضاً: (أعور) باللغة العربية، إلا لعور العين، أما إذا قيل: (عور) أو (عوار)، فربما يراد به مطلق العيب.

وهذا الحديث يدل على أن لله تعالى عينين اثنتين فقط.

ووجه الدلالة أنه لو كان لله أكثر من اثنتين، لكان البيان به أوضح من البيان بالعور، لأنه لو كان لله أكثر من عينين، لقال: إن ربكم له أعين، لأنه إذا كان له أعين أكثر من ثنتين، صار وضوح أن الدجال ليس برب أبين.

وأيضاً: لو كان الله عز وجل أكثر من عينين، لكان ذلك من كماله، وكان ترك ذكره تفويتاً للثناء على الله، لأن الكثرة تدل على القوة والكمال والتمام، فلو كان لله أكثر من عينين، لبينها الرسول عليه الصلاة والسلام، لئلا يفوتنا اعتقاد هذا الكمال، وهو الزائد على العينين الثنتين.

وذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه "الصواعق المرسلة" حديثاً، لكنه ضعيف لانقطاعه، وهو: "إن العبد إذا قام في الصلاة قام بين عيني الرحمن ... " (٢): "عيني": هذه تثنية، لكن الحديث


(١) تقديم تخريجه في الحديث السابق.
(٢) ذكره ابن القيم في كتاب "الصواعق" (٢٥٦)، وقال الألباني في "الضعيفة" (١٠٢٤): ضعيف جداً, رواه العقيلي في "الضعفاء" (ص ٢٤)., والبزار في "مسنده" (٥٥٣ - كشف الأستار)

<<  <  ج: ص:  >  >>