للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حين ظاهر منها.

والظهار: أن يقول الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي. أو كلمة نحوها.

وكان الظهار في الجاهلية طلاقاً بائناً، فجاءت تشتكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبين له كيف يطلقها هذا الرجل ذلك الطلاق البائن وهي أم أولاده، وكانت تحاور النبي صلى الله عليه وسلم، أي: تراجعه الكلام فأفتاها الله عز وجل بما أفتاها به في الآيات المذكورة.

والشاهد من هذه الآيات قوله: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ}، ففي هذا إثبات السمع لله سبحانه وتعالى، وأنه يسمع الأصوات مهما بعدت ومهما خفيت.

قالت عائشة رضي الله عنها: "تبارك (أو قالت: الحمد لله) الذي وسع سمعه الأصوات، إني لفي ناحية البيت، وإني ليخفى على بعض حديثها" (١).

والسمع المضاف إلى الله عز وجل ينقسم إلى قسمين:

١ - سمع يتعلق بالمسموعات، فيكون معناه إدراك الصوت.

٢ - وسمع بمعنى الاستجابة، فيكون معناه أن الله يجيب من دعاه، لأن الدعاء صوت ينطلق من الداعي، وسمع الله دعاءه، يعني: استجاب دعاءه، وليس المراد سمعه مجرد سماع فقط، لأن


(١) تقدم تخريجه (ص ١/ ١٠٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>