للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبصراً وسلطاناً وغير ذلك من معاني ربوبيته، والمعية الخاصة بنوعيها تستلزم مع ذلك النصر والتأييد.

المبحث الثاني: هل المعية حقيقية أو هي كتابة عن علم الله عز وجل وسمعه وبصره وقدرته وسلطانه وغير ذلك من معاني ربوبيته؟

أكثر عبارات السلف رحمهم الله يقولون: إنها كتابة عن العلم وعن السمع والبصر والقدرة وما أشبه ذلك, فيجعلون معنى قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} أي: وهو عالم بكم سميع لأقوالكم, بصير بأعمالكم, قادر عليكم حاكم بينكم .... وهكذا, فيفسرونها بلازمها.

واختار شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الكتاب وغيره أنها على حقيقتها, وأن كونه معنا حق على حقيقته, لكن ليست معيته كمعية الإنسان للإنسان التي يمكن أن يكون الإنسان مع الإنسان في مكانه؛ لأن معية الله عز وجل ثابتة له وهو في علوه؛ فهو معنا وهو عال على عرشه فوق كل شيء, ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون معنا في الأمكنة التي نحن فيها.

وعلى هذا، فإنه يحتاج إلى الجمع بينها وبين العلو.

والمؤلف عقد لها فصلاً خاصاً سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى، وأنه لا منافاة بين العلو والمعية، لأن الله تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته، فهو علي في دنوه، قريب في علوه (١).


(١) انظر بداية الجزء الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>