للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحسنين؛ فالله معه.

وهذا يثمر لنا بالنسبة للحالة المسلكية: الحرص على الإحسان والتقوى؛ فإن كل إنسان يحب أن يكون الله معه.

الآية السادسة: قوله: {وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال:٤٦].

سبق لنا أن الصبر حبس النفس على طاعة الله, وحبسها عن معصية الله، وحبسها عن التسخط على أقدار الله؛ سواء باللسان أو بالقلب أو بالجوارح.

وأفضل أنواع الصبر: الصبر على طاعة الله، ثم عن معصية الله لأن فيهما اختياراً: إن شاء الإنسان فعل المأمور، وإن شاء لم يفعل, وإن شاء ترك المحرم وإن شاء ما تركه, ثم على أقدار الله؛ لن أقدار الله واقعة شئت أم أبيت؛ فإما أن تصبر صبر الكرام وإما أن تسلو سلو البهائم.

والصبر درجة عالية لا تنال إلا بشيء يصبر عليه, أما من فرشت له الأرض وروداً, وصار الناس ينظرون إلى مايريد؛ فإنه لا بد أن يناله شيء من التعب النفس أو البدني الداخلي أو الخارجي.

ولهذا جمع الله لنبيه عليه الصلاة والسلام بين الشكر والصبر.

فالشكر؛ كان يقوم حتى تتورم قدماه, فيقول: "أفلا أكون

<<  <  ج: ص:  >  >>