للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فهو ناج من البدع. و"كلها في النار إلا واحدة": إذا هي ناجية من النار، فالنجاة هنا من البدع في الدنيا، ومن النار في الآخرة.

" المنصورة إلى قيام الساعة " عبر المؤلف بذلك موافقة للحديث، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين" (١)، والظهور الانتصار، لقوله تعالى: {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ} [الصف: ١٤]، والذي ينصرها هو الله وملائكته والمؤمنون، فهي منصورة إلى قيام الساعة، منصورة من الرب عز وجل، ومن الملائكة، ومن عباده المؤمنين، حتى قد ينصر الإنسان من الجن، ينصره الجن ويرهبون عدوه.

"إلى قيام الساعة"، أي: إلى يوم القيامة، فهي منصورة إلى قيام الساعة.

وهنا يرد إشكال، وهو أن الرسول عليه الصلاة والسلام أخبر بأن الساعة تقوم على شرار الخلق (٢)، وأنه لا تقوم حتى لا يقال:


(١) ورد عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم, وهو حديث متواتركما نص على ذلك:
شيخ الإسلام ابن تيمية في "اقتضاء الصراط" (١/ ٦٩) , والكتاني في: "نظم المتناثر" (٩٤) , والزبيدي في "لقة اللالئ المتناثرة" (٦٨) , والألباني في "صلاة العيدين" (ص ٣٩ - ٤٠). أخرجه البخاري/ كتاب المناقب/ باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلى الله عليه وسلم آية، ومسلم/ كتاب الإمارة/ باب قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة .... ".
(٢) رواه مسلم (٢٩٤٩) عن ابن مسعود رضي الله عنه في كتاب الفتن، باب قرب الساعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>