للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أكبر من كل شيء، وأن ما فوق الكون عدم، ما ثَمَّ إلا الله؛ فهو فوق كل شيء.

* وفي قوله: "أعتقها؛ فإنها مؤمنة": دليل على أن عتق الكافر ليس بمشروع، ولهذا لا يجزئ عتقه في الكفارات؛ لأن بقاء الكافر عندك رقيقًا؛ فيه نوع حماية له وسلطة وإمرة وتقريب من الإسلام؛ فإذا أعتقته؛ تحرر، وإذا تحرر؛ فيخشى منه أن يرجع إلى بلاد الكفر؛ لأن أصل الرق هو الكفر، ويبقى معينًا للكافرين على المؤمنين.

* * *

• الحديث الثاني عشر: في إثبات المعية:

وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الإيمان أن تعلم أن الله معك حيثما كنت". حديث حسن، أخرجه الطبراني من حديث عبادة بن الصامت (١).

الشرح:

* أفاد الحديث معيَّة الله عزَّ وجلَّ، وقد سبق في الآيات أن معية الله لا تستلزم أن يكون في الأرض، بل يمتنع غاية الامتناع أن يكون في الأرض؛ لأن العلو من صفاته الذاتية التي لا ينفك عنها أبدًا، بل هي لازمة له سبحانه وتعالى.


(١) سبق تخريجه (١/ ٤٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>