للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قوله: "أعوذ بك من شر نفسي": أعتصم بالله من شر نفسي.

إذًا؛ في نفسك شر، {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ} [يوسف: ٥٣].

لكن النفس نفسان:

- نفس مطمئنة طيبة تأمر بالخير.

- ونفس شريرة أمارة بالسوء.

والنفس اللوامة، هل هي ثالثة، أو وصف للثنتين السابقتين؟!

فيه خلاف: بعضهم يقول: إنها نفس ثالثة. وبعضهم يقول: هي وصف للثنتين السابقتين، فالمطمئنة تلومك، والأمارة بالسوء تلومك، فيكون قوله تعالى: {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} [القيامة: ٢]؛ يشمل النفسين جميعًا.

فالمطمئنة تلومك على التقصير في الواجب، إذا أهملت واجبًا، لامتك، وإذا فعلت محرمًا، لامتك.

والأمارة بالسوء بالعكس، إذا فعلت الخير، لامتك، وتلومك إذا فوَّتَّ ما تأمرك به من السوء.

إذًا؛ صارت اللوَّامة على القول الراجح وصفًا للنفسين معًا.

وقوله هنا: "أعوذ بك من شر نفسي": المراد بها النفس الأمارة بالسوء.

<<  <  ج: ص:  >  >>