للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راحِلَتِهِ". متفق عليه (١)

الشرح:

* كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ إذا علوا نشزًا؛ كبروا، وإذا نزلوا واديًا؛ سبحوا (٢)؛ لأن الإنسان إذا ارتفع؛ قد يتعاظم في نفسه، ويرى أنه مرتفع عظيم؛ فناسب أن يقول: الله أكبر! تذكيرًا لنفسه بكبرياء الله عزَّ وجلَّ، وأما إذا نزل؛ فهذا سفول ونزول، فيقول: سبحان الله! تذكيرًا لنفسه بتنزه الله عن السفل. فكان الصحابة رضي الله عنهم يرفعون أصواتهم بالذكر جدًّا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام:

* "أيها الناس! اربعوا على أنفسكم يعني: هوّنوا عليها.

* "فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا"؛ لا تدعون أصم لا يسمع، ولا غائبًا لا يرى.

* "إنما تدعون سميعًا"؛ يسمع ذكركم، "بصيرًا"؛ يرى أفعالكم.

* "إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته": عنق الراحلة للراكب قريب جدًّا؛ فالله تعالى أقرب من هذا إلى الإنسان، ومع هذا؛ فهو فوق سماواته على عرشه.


(١) رواه: البخاري (٦٦١٠)، ومسلم (٢٧٠٤)، والإمام أحمد في "المسند" (٤/ ٤٠٢)؛ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(٢) تقدم تخريجه (١/ ٣٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>