للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القدرية، مجوس هذه الأمة.

فالأولون غلوا في إثبات أفعال الله وقدره وقالوا: إن الله عز وجل يجبر الإنسان على فعله، وليس للإنسان اختيار.

والآخرون غلوا في إثبات قدرة العبد، وقالوا: إن القدرة الإلهية والمشيئة الإلهية لا علاقة لها في فعل العبد؛ فهو الفاعل المطلق الاختيار.

- والقسم الثالث: أهل السنة والجماعة؛ قالوا: نحن نأخذ بالخق الذي مع الجانبين؛ فنقول: إن فعل العبد واقع بمشيئة الله وخلق الله، ولا يمكن أن يكون في ملك الله ما لا يشاؤه أبدًا، والإنسان له اختيار وإرادة، ويفرق بين الفعل الذي يضطر إليه والفعل الذي يختاره، فأفعال العباد باختيارهم وإرادتهم، ومع ذلك؛ فهي واقعة بمشيئة الله وخلقه.

لكن سيبقى عندنا إشكال: كيف تكون خلقًا لله وهي فعل الإنسان؟!

والجواب أن أفعال العبد صدرت بإرادة وقدرة، والذي خلق فيه الإرادة والقدرة هو الله عزَّ وجلَّ.

لو شاء الله تعالى؛ لسلبك القدرة؛ فلم تستطع.

ولو أن أحدًا قادرًا لم يرد فعلًا؛ لم يقع الفعل منه.

كل إنسان قادر يفعل الفعل؛ فإنه بإرادته، اللهمَّ إلا من أكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>