للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنكر بعض العلماء هذين الاسمين؛ قال: كيف يسمى الملائكة وهم الذين وصفهم الله تعالى بأوصاف الثناء بهذين الاسمين المنكرين، وضعف الحديث الوارد في ذلك.

وذهب آخرون إلى أن الحديث حجة، وأن هذه التسمية ليس لأنهما منكران من حيث ذواتهما, ولكنهما منكران من حيث إن الميت لا يعرفهما, وليس له بهما علم سابق، وقد قال إبراهيم لأضيافه الملائكة: {قَوْمٌ مُنْكَرُونَ} [الذاريات: ٢٥]؛ لأنه لا يعرفهم؛ فهذان منكر ونكير؛ لأنهما غير معروفين للميت.

* ثم هذان الملكان هل هما ملكان جديدان، موكلان بأصحاب القبور أو هما الملكان الكاتبان اللذان عن اليمين وعن الشمال قعيد؟

- منهم من قال: إنهما الملكان اللذان يصحبان المرء؛ فإن لكل إنسان ملكين في الدنيا يكتبان أعماله، وفي القبر يسألانه هذه الأسئلة الثلاثة.

- ومنهم من قال: بل هما ملكان آخران، والله عَزَّ وَجَلَّ يقول: {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إلا هُوَ} [المدثر: ٣١] والملائكة خلق كثير؛ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أطت السماء، وحق لها أن تئط (والأطيط: صرير الرحل)؛ ما من موضع شبر (أو قال: أربع أصابع)؛ إلا وفيه


= قبر الميت أو قال أحدكم أتاه ملكان أسودان أزرقان، يقال لأحدهما: المنكر، والآخر: النكير ... ". والحديث صححه الألباني في "الصحيحة" (١٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>