للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أدركتم عملهم.

ولأن هذا هو العدل؛ فرجل لم يعمل لا يكون كالذي عمل، لكن يكون مثله في أجر النية فقط.

- وأما الهم؛ فينقسم إلى قسمين:

الأول: أن يهم بالشيء ويفعل ما يقدر عليه منه، ثم يحال بينه وبين إكماله.

فهذا يكتب له الأجر كاملًا؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [النساء: ١٠٠].

وهذه بشرى لطلبة العلم: إذا نوى الإنسان أنه يطلب العلم وهو يريد أن ينفع الناس بعلمه ويذب عن سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وينشر دين الله في الأرض، ثم لم يقدر له ذلك؛ بأن مات مثلًا وهو في طلبه؛ فإنه يكتب له أجر ما نواه وسعى إليه.

بل إن الإنسان إذا كان من عادته العمل، وحيل بينه وبينه لسبب؛ فإنه يكتب له أجره.

قال النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا مرض العبد أو سافر؛ كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا" (١).

القسم الثاني: أن يهم بالشيء ويتركه مع القدرة عليه؛ فيكتب له به حسنة كاملة؛ لنيته.


(١) رواه البخاري (٢٩٩٦)، عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>