للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا أحد يبدل عينًا إلى عين؛ إلا الله عزَّ وجلَّ، وما قيل: إنه خلق؛ بالنسبة للمخلوق؛ فهو عبارة عن تحويل شيء من صفة إلى صفة؛ فالخشبة مثلًا بدلًا من أن كانت في الشجرة، تحولت بالنجارة إلى باب؛ فتحويلها إلى باب يسمى خلقًا، لكنه ليس الخلق الذي يختص به الخالق، وهو الإيجاد من العدم، أو تبديل العين من عين إلى أخرى.

* وقوله: "لا رب سواه"؛ أي: أن الله وحده هو الرب المدبر لجميع الأمور، وهذا حصر حقيقي.

* ولكن ربما يرد عليه أنه جاء في الأحاديث إثبات الربوبية لغير الله:

ففي لقطة الإبل قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "دعها؛ معها وحذاؤها، ترد الماء، وتأكل الشجر، حتى يجدها ربها" (١) وربها: صاحبها.

وجاء في بعض ألفاظ حديث جبريل؛ يقول: "إذا ولدت الأمة ربها" (٢).

فما هو الجمع بين هذا وبين قول المؤلف: "لا رب سواه"؟

نقول: إن ربوبية الله عامة كاملة؛ كل شيء؛ فالله ربه، لا يسأل عما يفعل في خلقه؛ لأن فعله كله رحمة وحكمة، ولهذا


(١) البخاري (٢٤٢٩)، ومسلم (١٧٢٢) (١)؛ من حديث زيد بن خالد رضي الله عنه.
(٢) رواه البخاري (٥٠)، ومسلم (٩)؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>