للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صب ومر، ويتمثل بقول الشاعر:

وَالصَّبْرُ مِثْلُ اسْمِهِ مُرٌّ مَذاقَتُهُ ... لَكِنْ عَواقِبُهُ أحْلى مِنَ العَسَلِ

لكن الراضي لا يذوق هذا مرًّا، بل هو مطمئن، وكأن هذا الشيء الَّذي أصابه لا شيء.

وجمهور العلماء على أن الرضى بالمَقْضِي مستحب.

وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو الصحيح.

الرابع: الشكر: وهو أن يقول بلسانه وحاله:

"الحمد لله"، ويرى أن هذه المصيبة نعمة.

* لكن؛ هذا المقام؛ قد يقول قائل: كيف يكون؟!

فنقول: يكون لمن وفقه الله تعالى:

فأولًا: لأنه إذا علم أن هذه المصيبة كفارة للذنب، وأن العقوبة على الذنب في الدنيا أهون من تأخير العقوبة في الآخرة؛ صارت هذه المصيبة عنده نعمة يشكر الله عليها.

وثانيًا: أن هذه المصيبة إذا صبر عليها؛ أثيب؛ لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠].

فيشكر الله على هذه المصيبة الموجبة للأجر.

وثالثًا: أن الصبر من المقامات العالية عند أرباب السلوك، لا

<<  <  ج: ص:  >  >>