للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أ- أما القول، مثل "ربنا! الله الذي في السماء تقدس اسمك. أمرك في السماء والأرض" (١) وقوله في يمينه: "لا ومقلب القلوب" (٢).

ب- وأما الفعل، فهو أقل من القول، مثل إشارته إلى السماء يستشهد الله على إقرار أمته بالبلاغ، وهذا في حجة الوداع في عرفة، خطب الناس، وقال: "ألا هل بلغت؟ " قالوا: نعم ثلاث مرات. قال "اللهم! أشهد" يرفع إصبعه إلى السماء، وينكتها إلى الناس (٣) فرفع إصبعه إلى السماء، هذا وصف الله تعالى بالعلو عن طريق الفعل.

وجاءه رجل وهو يخطب الناس يوم الجمعة، قال: يا رسول الله! هلكت الأموال .. فرفع يديه (٤) وهذا أيضاً وصف لله بالعلو عن طريق الفعل.

وغير ذلك من الأحاديث التي فيها فعل النبي عليه الصلاة والسلام إذا ذكر صفة من صفات الله.

وأحياناً يذكر الرسول عليه الصلاة والسلام من صفات الله بالقول ويؤكدها بالفعل، وذلك حينما تلا قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً} [النساء: ٥٨] فوضع إبهامه على أذنه اليمنى، والتي


(١) رواه الإمام أحمد (٦/ ٢٠)، وأبو داود/ كتاب الطب/ باب كيف الرقى، والنسائي ص ٢٩٩، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١/ ١٦٤)، والدرامي في "الرد على الجهمية" ص ٢٧٢، والحاكم (١/ ٣٤٤)، قال شيخ الإسلام: "حديث حسن" وسيأتي ص ٤١٨ ".
(٢) البخاري/ كتاب القدر/ باب "يحول بين المرء وقلبه".
(٣) رواه مسلم) ١٢١٨) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في كتاب الحج/ باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم.
(٤) رواه البخاري (١٠١٣ و ١٠١٤) في كتاب الاستسقاء، ومسلم (٨٩٧)؛عن أنس بن مالك رضي الله عنه في كتاب صلاة الاستسقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>