للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة النحل]

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (١)}

التفسير

١ - (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ): نزل قضاءُ الله وحكمه بنصر المؤمنين وهزيمة الكفار إِذا أَصروا على الكفر والعصيان، والمقصود أَنه سيأْتى قضاءُ الله في المسقبل، والتعبير عن بالمستقبل بالماضى لأَنَّ وقوعه حتمى مؤكد في الوقت الذي حدَّده الله لوقوعه فكأَنه وقع فعلا، وشبيه هذا قوله تعالى: "وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ" (١). فإِن المناداة لا تقع إِلاَّ يوم القيامة، والمراد بأَمر الله هنا - كما قال ابن جريح - ما وعد الله رسوله من النصر على الأَعداء. والانتقام منهم بالقتل والسبى والاستيلاء على الديار اهـ. ومن ذلك قوله تعالى: "وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ" (٢).

وإِذا كان قضاءُ الله نافذا لا محالة في الوقت الذي قدره الله سبحانه فلا داعى لأَن تستعجلوا وقوعه أَيها المشركون، وقد كانوا يتحدَّوْن الرسول صلى الله عليه وسلم ويستعجلون وقوع العذاب الذي أَنذرهم به.


(١) الأعراف - ٤٤
(٢) الروم - ٤٧

<<  <  ج: ص:  >  >>