للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفردات:

{سُلْطَانٌ مُبِينٌ}: حجَّةٌ واضحة وبرهان على أَن الملائكة بنات الله.

{الْجِنَّةِ}: الملائكة لأَنهم يستجنُّون، أَي: يختفون ويستترون، أَو الجن.

التفسير

١٥٦ - {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ}:

إِضرابٌ وانتقال من توبيخهم بما ذكر بتكليفهم ما لا يدخل تحت الوجود أَصلًا، أَي: بل أَلكم حجة واضحة نزلت من السماء بأَن الملائكة بناته، ضرورة أَن الحكم بذلك لا بد له من دليل حسِّي أَو عقلي، وحيث انتفى كلاهما فلابد من سند نقلي له سلطان وقوة، ولا سبيل إلى ذلك.

١٥٧ - {فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}:

أَي: هاتوا برهانًا على ذلك يكون مستندًا إلى كتاب منزل من السماء عن الله - تعالى - أَنه اتخذ ما تقولونه، ويكون ناطقا بصحة دعواكم إن كنتم صادقين فيها، والأَمر للتعجيز، وإضافة الكتاب إِليهم للتهكم، وفي الآيات السابقة من الإِنباءِ عن السخط العظيم، والإِنكار الشديد لأَقاويلهم، والاستبعاد لأَباطيلهم، وتسفيه أَحلامهم، مع استهزاءٍ بهم وتعجيب من قولهم ما لا يخفى على من تأَمَّل فيها.

١٥٨ - {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ}:

التفات للغيبة للإِيذان بانقطاعهم عن الجواب، وسقوطهم عن درجة الخطاب, واقتضاء حالهم أَن يُعْرض عنهم، وتُحْكى لآخرين جناياتهم.

والمعنى: استمرأ المشركون غيَّهم، وتمادوا في باطلهم وضلالهم, وجعلوا بين الله - سبحانه وتعالى - وبين الجن المستورين عن العيون قرابة ومصاهرة، ووالله لقد علمت الجن إن الكفار لمحضرون إِلى الله - تعالى - لينالوا جزاءَ ما ارتكبوا من جرم، وما اجترحوا من إِثم، بسبب اعتقادهم الفاسد، أَخرج آدم بن أَبي إِياس، وعبد بن حميد، وابن جرير وغيرهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>