للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ) أي: عيشة يرضاها صاحبها وتطيب نفسه بها.

(خَفَّتْ مَوَازِينُهُ): بأن رجحت سيئاته على حسناته - يقال: خَفَّ ميزانه، أي: سقطت قيمته فكأَنه ليس بشيءٍ.

(فأُمُّهُ هَاوِيَةٌ): فمأْواه جهنم.

التفسير

١ - (الْقَارِعَةُ):

الجمهور على أَنها القيامة نفسها، ومبدؤها النفخة الأُولى، ومنتهاها فصل القضاءِ بين الخلائق، وسمِّيت بذلك لأنها تقرع القلوب بهولها، كما تسمى الحادثة العظيمة من حوادث الدهر ومصائبه قارعة، قال تعالى: "وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ" (١) أَي: حادثة عظيمة تقرعهم وتصكهم.

٢ - (مَا الْقَارِعَةُ):

تهويل لشأْنها، أي: أَي شيءٍ عجيب هي في فخامتها وخطرها وفظاعتها؟! وهذا أُسلوب يراد به تهويل أمرها، كأنها لشدة ما يكون فيها من الأَهوال يصعب تصويرها ويتعذر إِدراك حقيقتها.

٣ - (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ):

ثم زاد أمرها تعظيمًا فقال: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) أَي: وأي شيءٍ أَعلمك ما شأْن القارعة في شدة هولها على النفوس، كأنه لا شيء يحيط بها، مهما تخيلت أمرها، فهي أعظم من تقديرك وتوقُّعاتك، ولما ذكر سبحانه أَن إِدراك حقيقتها ممَّا لا سبيل إليه أَخذ يعرف بزمانها الذي تكون فيه، وما يحدث للناس حينئذ من الأَهوال فقال:


(١) سورة الرعد، من الآية: ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>