للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حتى تصل إلى المئات، إلى غير ذلك من مختلف الثمرات، وأعم من هذه الآية قوله تعالى في سورة طه: {وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى} [الآية: ٥٣].

ويمكن أن تفسر هذه الآية بالمعنى العلمي الدقيق الذي كشف عنه النقاب " علم الحياة النباتي الجديد "، ألا وهو أن الله أودع في الثمرات عناصر ذكورة وعناصر أنوثة، وجعل بينها تزاوجا وتلاحقا مستمرا {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ} [النمل: ٨٨] وسيأتي في سورة يس وسورة الذاريات ما يفيد تعميم هذا المعنى بالنسبة للثمرات وغيرها، وذلك قوله تعالى في الأول: {سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} [الآية: ٢٦] وقوله تعالى في الثانية: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [الآية: ٤٩].

وقوله تعالى {صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ} المراد بالصنوان الأصول المجتمعة في منبت واحد، كالرمان والتين وبعض النخيل، والمراد بغير الصنوان ما كان على أصل واحد كسائر الأشجار.

وقوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ} من الممكن أن تحمل الأغلال هنا على معناها المجازي، إشارة إلى ما هم مقيدون به من سلاسل التقليد الأعمى، التي تشدهم إلى الأوهام الباطلة، والمعتقدات الضالة، مما يحول بينهم وبين تفتح الأذهان، وإدراك حقيقة الإيمان، وهذا المجاز يجري مجرى " الطبع " و " الختم على القلوب "، الواردين في

<<  <  ج: ص:  >  >>