للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في الأرض ليفسد فيها وبغى، وذلك قوله تعالى هنا: {وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. ويلتقي مع هذه الآيات حول نفس المعنى قول الله تعالى في سورة الحج: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} [الآية: ٤١] فهذه هي الضمانات الكبرى والدائمة، لتمكين المؤمنين في الأرض، طولها والعرض. ثم قال تعالى توكيدا لوعده الذي لا يتخلف ولو بعد حين، وتهوينا لشأن الكفر والكافرين والشرك والمشركين، مما قد يعتبره ضعفاء الإيمان عائقا في طريق المؤمنين، وسدا في وجه ما ينتظرونه من الفتح المبين: {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.

وتتميما لما شرعه كتاب الله في شأن بيوت السكنى الخاصة، والظروف التي يجب فيها الاستئذان لدخولها، أو الانصراف عنها، لما لها من حرمة لا يسوغ التطاول عليها بحال، مما تضمنته الآيات السابقة في الربع الثالث من هذا الحزب، أضاف كتاب الله في هذا الربع الثالث أحكاما أخرى تخص من يعيشون داخل العائلة من الأطفال والخدم، وهذه الأحكام تقتضي إلزام من هم في ملك اليمين من الفتيات والفتيان، وإلزام من هم دون البلوغ من أطفال العائلة بالاستئذان، في ثلاث فترات خلال اليوم والليلة: قبل صلاة الفجر، وعند الظهيرة، وبعد صلاة العشاء. أما قبل صلاة الفجر فلأن الوقت في العادة وقت القيام من المضاجع، وطرح ثياب النوم ولبس ثياب اليقظة، وأما عند الظهيرة فلأنها وقت

<<  <  ج: ص:  >  >>