للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الآية: ٩٣]. وعلى العكس من هذا الموقف موقف الملائكة من المؤمنين المتقين، فقد قال تعالى في شأنهم مبشرا لهم بالنعيم والرضوان في سورة فصلت: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ} [٣٠ - ٣٢].

وقوله تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} إشارة إلى أن روح الأعمال كلها هو الإيمان بالله، والسعي في مرضاة الله، فمتى كان الإنسان فاقدا لهذين الشرطين كانت أعماله كالجسم بدون روح، لا عبرة بها، ولا قيمة لها، ولا ثواب عليها، وإن كانت في الظاهر من محاسن الأعمال، ومكارم الخلال، اللهم إلا إذا انتقل صاحبها من الكفر إلى الإيمان، ومن النفاق إلى الإخلاص، فإن الله يثيبه على ما عمل من أعمال سالفة تدخل في عداد الحسنات، ويتوب عليه فيما عمل من أعمال سابقة تندرج في عداد السيئات. و " الهباء المنثور " ما يتراءى للعين كالغبار الخارج من النافذة مع ضوء الشمس، متى حركته الريح تناثر وذهب كل مذهب، بحيث لا يمكن القبض عليه. ونظيره خيبة الكفار فيما عملوه وأملوه، قوله تعالى في آية ثانية: {كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ} [النور: ٣٩]، وقوله

<<  <  ج: ص:  >  >>