للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شرائعه، أو بنفوس قواد الغزاة في سبيل الله، التي " تصف " الصفوف، و " تزجر " الخيل للجهاد، و " تتلو " الذكر مع ذلك، لا تشغلها عنه الشواغل، كما يحكى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ".

وجواب القسم، المقسم عليه " بالصافات والزاجرات والتاليات هو قوله تعالى في نفس السياق: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ}، وما أحسن ما علق به الإمام القشيري على هذه الآية حيث قال: (ومعنى كونه " واحدا " تفرده في حقه عن القسمة، وتقدسه في وجوده عن الشبيه، وتنزهه في ملكه عن الشريك، " واحد " في جلاله، " واحد " في جماله، واحد في أفعاله، واحد في كبريائه، بنعت علائه، ووصف سنائه) وجمعت كلمة " المشارق "، إما باعتبار كل ما يسبح في الفضاءمن شموس وأقمار، وإما باعتبار الشروق اليومي للشمس وحدها طيلة كل نهار.

وبمناسبة ذكر السماوات ومشارقها في فاتحة هذه السورة لفت كتاب الله الأنظار إلى السماء الدنيا وزينتها، فقال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ}، على غرار قوله تعالى في آية أخرى (٥: ٢٧): {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}، ثم عرفنا بأن الملأ الأعلى الذي ينزل منه الوحي على الأنبياء والمرسلين، هو على الدوام في مأمن من تطفل الكهان والشياطين، وأن من حاول منهم النفاذ إلى حماه، للتشويش على الوحي المنزل من عند الله، أو لهتك أستار " عالم الغيب "، كان

<<  <  ج: ص:  >  >>