للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}، وهذه الآيات ترسم في نفس الوقت معالم الإيمان الصحيح لكل من يريد أن يلتحق بركب المؤمنين الصادقين في أي جيل من الأجيال، أو عصر من العصور، ألا وهي محبة الإيمان وكره الكفر، ومحبة التقوى وكره الفسوق، والتزام الطاعة لله ورسوله، وعدم التجرؤ على عصيانهما، فمن كان على هذه الوتيرة خرج من دائرة " السفهاء " ودخل في عداد " الراشدين ". ولعل التعبير " بالراشدين " في هذه الآية، هو السند الذي استند إليه السلف الصالح في إطلاق لقب " الخلفاء الراشدين " على خلفاء الرسول عليه الصلاة والسلام الأولين، رضي الله عنهم أجمعين، علاوة على الحديث الوارد في شأنهم بهذا اللقب.

وفيما يتعلق بسلوك المؤمنين بعضهم مع بعض في حالة الاضطرابات والقلاقل أوصى كتاب الله بفض كل نزاع قد يقع بينهم، على أساس العدل المطلق، وفي إطار الأخوة الإسلامية الصميمة، التي تعتبر المؤمنين كلهم إخوة في دين الله، وذلك قوله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.

ثم عادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى ذكر الآداب السامية التي يجب أن يلتزمها المسلمون في معاملة بعضهم

<<  <  ج: ص:  >  >>