للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هو عارية مستردة، وسيحاسبون عليها حسابا عسيرا، وذلك ما يشير إليه قوله تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ}، وقوله تعالى في نهاية السياق: {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

وقوله تعالى هنا: {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا}، يمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى قادر على أن يبعثهم يوم القيامة ويعيد خلقهم من جديد، من باب الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الآخرة، ويمكن تفسيره بمعنى أن الله تعالى إذا شاء أبادهم من الدنيا عقابا لهم، وأتى بغيرهم من الناس، على حد قوله تعالى في آية ثانية: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ} (النساء: ١٣٣)، وقوله تعالى في آية ثالثة: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ * وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} (فاطر: ١٦، ١٧).

وعادت الآيات الكريمة مرة أخرى إلى الحديث عن " كتاب الله " والتنويه بما جاء به من الهداية والنور للإنسانية جمعاء مع الإشارة إلى أن في طليعة أهدافه تذكير الناسين، وتنبيه الغافلين، إلى ما عليهم من حقوق الله وحقوق لمخلوقاته يلزمهم القيام بها، وصرف الوجهة إليها، وذلك قوله تعالى هنا، ونفس هذا النص سبق نظيره في سورة (المزمل: ١٧): {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا}، ولا طريق إلى الله والوصول إلى معرفته ورضاه، أفضل وأضمن من كتاب الله، روي عن أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أنه سأل عن المخرج من الفتن فقال: " المخرج منها كتاب الله، فيه نبأ من قبلكم، وخبر ما

<<  <  ج: ص:  >  >>