للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من بنوة عزير لله الذي لم يلد ولم يولد: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ}.

وتولى كتاب الله في هذا الربع وصف الأحبار والرهبان، بما ليس فوق بيانه بيان، فقال تعالى معرفا للمؤمنين بحقيقتهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فالأحبار والرهبان أغلبهم عبارة عن مستغلين للشعوب يستنزفون أموال الناس بشتى الوسائل، وقد كان لأحبار اليهود على عهد الجاهلية شفوف واعتبار ومكانة خاصة بين المشركين العرب، وكان لهم عندهم هدايا وضرائب تجبي إليهم، فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استمروا على ضلالهم واستغلالهم، وبذلوا كل ما في وسعهم من الدسائس والمؤامرات للقضاء على الإسلام في مهده، ولاغتيال رسوله قبل حلول أجله، طمعا في أن تبقى لهم مراكزهم العالية، ورياساتهم الزائفة، التي تمتعوا بها زمنا طويلا، لكن الله سلبهم كل ذلك، وعوضهم عنه مزيدا من الغضب والتشريد، وأما رهبان النصارى فرغما عن أن الإسلام كشف عنهم النقاب، وألقى عليهم الأضواء، لم يزالوا يستغلون ضعفاء العقول من أتباعهم إلى الآن وحتى الآن، في مختلف البلدان، ولا سيما في فترة " الاعتراف بالذنوب " أمامهم، عندما يخيلون للمذنبين وأتباعهم أنهم سيمنحونهم " صك التوبة والغفران "، ويتقاضون منهم مقابل ذلك أغلى الأثمان. وما الثروة الهائلة المكدسة التي كانت تملكها الكنيسة في العصور الغابرة، والتي لا تزال تملكها حتى اليوم، ممثلة في العقارات والمنقولات والمعادن

<<  <  ج: ص:  >  >>