للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الصراط]

يجب الإيمان بالصراط، وهو جسر ممدود على متن جهنم بين الجنة والنار يمر الناس عليه، على قدر أعمالهم، فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كراكب الإبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي، ومنهم من يزحف، ومنهم من يخطف، فيلقى في جهنم، فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط، دخل الجنة، فإذا مروا عليه عبروا على قنطرة بين الجنة والنار فيقتص لبعضهم من بعض، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة .. (١)

[العرش والكرسي]

يجب الإيمان بعرش الله تعالى وكرسيه، وبالقلم وبالملائكة الكاتبين، وباللوح المحفوظ، وإذا وفقنا لمعرفة هذه الأشياء، ولو من طريق الخصائص والميزات، فذلك فضل من الله واسع، وإن لم نعرفها آمنا بها مع تفويض علم حقيقتها إليه تعالى، كما نؤمن بأن الله تعالى لم يخلقها عبثا، وإنما خلقها لحكمة تقتضيها ويتطلبها نظام الملك، {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.

يجب الإيمان بالنار والجنة: النار أعدها الله للعصاة، والجنة أعدها للمتقين، والمراد بهما دار النعيم والعذاب، حق ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وهما موجودتان الآن، قال تعالى في الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} وفي النار {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ}، وقال في الجنة إنها موجودة: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى} وفي وجود النار قال في حق قوم نوح عليه السلام {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا}، وأن الجنة والنار لا تفنيان ..

[الحوض]

يجب الإيمان بالحوض الذي يرده المؤمنون في الآخرة وهو حوض نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - حتم لورود الخبر الصحيح به، روى البخاري عن عبد الله بن


(١) العقيدة الواسطية لابن تيمية، وصيحيح البخاري.

<<  <   >  >>