للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلمته، وإقامة الحق ونشر العدل وفعل الخير، والجهاد من أجل استقرار مبادئ الإسلام التي يعيش الناس في ظلها آمنين مطمئنين.

جاء الإسلام ليربط المسلمين برباط الأخوة التي لا تنفصم عراها، بحيث تزول أمامها جميع الفوارق من نسب ومال وجاه إلى غير ذلك مما درج عليه الناس من المميزات {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} هذا الإخاء يستلزم تبعيات وحقوقا، فليس هو إخاء عقيما لا ثمرة له ...

أوجب الإسلام على المسلمين أن يحترموا بعضهم بعضا وأن يحافظ كل فرد على كرامة أخيه من أن يعيبه أو يحط من قدره، أو يطعن في شخصيته، أو يلقبه بلقب يكرهه، فهذه السيآت تقطع الصلة، وتمزق روابط المودة، وتزرع البغضاء في القلوب، وتنشر العداوة في النفوس.

أمر الإسلام المسلمين بالتواضع وخفض الجناح ولين الجانب، فالمسلم لا يتكبر، ولا يختال، ولا يزهو بنفسه، قال تعالى في حق المتكبرين: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} وقد جاء في الحديث الشريف "إن الله أوحى إلي ان تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد" (١) ...

الإسلام يهتم بتعاون المسلمين فيما بينهم حتى يتحدوا لتقوى جماعتهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "يا بني إذا أصبحت وأمسيت وليس في قلبك غش لاحد فافعل فإن ذلك من سنتي ومن أحيا سنتي فقد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة". قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" (٢) هذا الحديث الشريف ينبه المسلمين من


(١) رواه مسلم، وأبو داود، وابن ماجه، عن عياض بن حمار- حسن-
(٢) قال المختصر- ضعيف- اسناده واه جدا والمعنى صحيح

<<  <   >  >>