للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

[نصائح أقدمها إلى الشباب المسلم]

من الأشياء التي حار فيها المفكرون والعقلاء، واندهش لها الجميع هو انحراف بعض الشباب الجزائري من بعد الإستقلال عن مبادئ الإسلام.

كان الشعب متمسكا به ومعتمدا عليه في حرب التحرير فبرزت الخصائص الإسلامية فيها سليمة لم تتأثر بما لابسها من سيطرة الإستعمار طيلة قرن وربع، فكان الإيمان بالله يحدو المجاهدين إلى ساحة القتال فظهرت الشجاعة النادرة والبطولة الخالدة، والوحدة الشاملة وكل المميزات الإسلامية التي كانت لأسلافهم الأمجاد من إقدام وتضحية في سبيل الله، وثبات ورحمة بالضعفاء أدى فيها كل مواطن واحبه الديني وهو الذي كان سببا في نصرته على الإستعمار ..

ولما تم الانتصار على العدو وطرد من البلاد، أخذ الجزائريون زمام الحكم بأيديهم، ولكن سرعان ما تنكر بعض الشباب للدين ولعوائده وأخلاقه، وقطعوا صلتهم به، لعبت المادة والشهوات بعقولهم فراجت موجة ناتجة من الإلحاد كادت أن تعم طبقات الشعب، وأصبح الإسلام يتهم بالرجعية والتأخر واختلط الذكور بالإناث في العمل والمدراسة، وفتحت على مصراعيها للأفكار الهدامة والإباحية المطلقة، فتحول المجتمع إلى مجتمع غربي في عوائده ولغته وأخلاقه، وأصبحنا في كل يوم نرى تدهور الشباب نحو الرذيلة والفساد، لأنه لا يريد إلا الهوى المضلل، وإطلاق العنان لشهواته العارمة التي لا تعرف الحدود .. وترك الأخلاق الفاضلة التي كانت لأجدادهم وأسلافهم والتي حفظت المجتمع الجزائري منذ فجر التاريخ إلى الثورة المظفرة الكبرى فبهذه الأخلاق الحميدة برز المجاهدون الأبرار ورأينا قانون الإسلام هو السائد على البلاد كلها ..

<<  <   >  >>