للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سر ذلك فلا يستغيت بالموتى ولا يطلب منهم شيئا وإنما يستغيث بالله ويطلب من الله.

قال عز وجل: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} (سورة الزخرف).

فاستثنى خليل الرحمن من المعبودين ربه، وذكر سبحانه أن هذه البرآءة وهذه المولاة هي الشهادة أن لا إله إلا الله فقال: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. وقوله عز وجل: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} (سورة التوبة). بين الله سبحانه وتعالى أنهم لم يؤمروا إلا بأن يعبدوا إلها واحدا مع أن تفسيرها الذي لا إشكال فيه طاعة العلماء والعباد في غير معصية لا دعائهم إياهم أربابا فهذا هو عين الشرك ..

وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من قال لا إله إلا الله، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله عز وجل" وهذا من أعظم ما يبين معنى (لا إله إلا الله) فإنه لم يجعل التلفظ عاصما للدم والمال، بل ولا معرفه معناها مع لفظها لا يحرم ماله ودمه حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله فإن شك أو توقف لم يحرم ماله ودمه".

<<  <   >  >>