للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

بدعوة أهل الشرك والكفر إلى دين الله يفيده ويقيه شرور الكفر ويقي مجتمعه (١).

جـ- رفع الهلاك والعذاب عن المسلمين قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٥)} [الأنفال: ٢٥].

يقول ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله المسلمين أن لا يُقَرَّ المنكر بين أظهرهم فيعمَّهم العذاب الذي يصيب الصالح والطالح (٢).

وجاء في صحيح البخاري عن زينب (٣) بنت جحش أنها سألت النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث" (٤).

وبعد أن بينا أن الدعوة وظيفة الأنبياء المرسلين، وقد شرف الله هذه الأمة بهذا العمل وهو الدعوة إلى الله بتوحيده والسير على منهجه، وترك الشرك والوثنية، كل هذا يبين لنا مكان الدعوة في الإِسلام. ولماذا علق الله سبحانه وتعالى الدعوة بالمسلمين دون غيرهم؟.

أما على من تقع مسؤولية عدم تبليغ الدعوة للأقوام الذين لم تبلغهم للآن في شتى بقاع المعمورة؟ لا شك أن المسؤولية تقع على كل مسلم، وهذه المسؤولية العظيمة نحن المسلمين مسؤولون عنها لأننا بحق فرطنا في كثير من مسائل ديننا ومنها الدعوة إلى الله، والإِسلام حُجب بأهله ويا للأسف، فلابد إذن أن نعيَ ونصحوَ وندعوَ بدعوة نبينا محمد بن


(١) أصول الدعوة ص ٣٠٨ عبد الكريم زيدان.
(٢) أخرجه البخاري انظر (فتح الباري ١٣/ ١٠٦ كتاب الفتن باب يأجوج).
(٣) هي زينب بنت جحش الأسدي، أم المؤمنين زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، تزوجها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة ثلاثة للهجرة ونزل بسببها آية الحجاب، ولما سمعت بتزويج رسول الله لها سجدت، توفيت سنة عشرين هجرية. انظر (الإِصابة ٤/ ٢٨١).
(٤) أخرجه البخاري انظر (الفتح ١٣/ ١٠٦ كتاب الفتن باب يأجوج ومأجوج).

<<  <   >  >>