للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تقْدِيم

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن سيدنا ونبيّنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، فبلَّغ الرسالة وأدَّى الأمانة، ونصح الأمّة، وجاهد في الله حقّ جهاده. فجزاه الله خير ما جزى نبيًا عن أمته.

وبعد:

فمن الأمور المسلّمة في فكر المسلمين وقلوبهم أن الإِسلام هو الدّين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده، وأنه جاء مكتملًا مكمِّلًا للرسالات التي جاء بها رسل الله لعباده، متتابعين داعين إلى فكرة واحدة هي إخلاص العبادة لله ونبذ الطواغيت والأصنام {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: ٣٦].

جاء الإِسلام وقد وصلت البشرية لرشدها وأصبحت حاجتها ماسّةً لدين سماويّ جامعٍ كاملٍ لا يختص بأمة دون أخرى ولا بمكان دون آخر ولا بزمان دون زمان. فكانت رسالة سيدنا محمد الرسالة الخاتمة الشاملة التي ارتضاها الله لعباده {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: ٣].

<<  <   >  >>