للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: "لا يُصلّى خلفه، ولا يُجالَسُ، ولا يُكلَّمُ، ولا يُسَلَّمُ عليه" (٢٩).

٧ - أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذيّ عنه.

قال: سمعتُ أبا عبد الله أحمدَ بن حَنْبل يقول: "اللَّفظيَّةُ جَهْمِيةٌ، يقولُ الله: {حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} مِمَّنْ يَسمَع؟ " (٣٠).

٨ - أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زَنْجَوَيْهِ عنه.

قال: سمعتُ أحمدَ بن حنبل يقول: "مَنْ قالَ: لَفْظي بالقرآنِ مخلوقٌ فهو جَهْميٌّ" (٣١).

فهذه بعضُ النُّصوص الصَّحيحةِ الثابتةِ عن الإِمام أحمدَ، وهي عن الأثباتِ من أصحابهِ عنه، دالَّةٌ دلالةً صَريحةً على أنَّ اللفظيةَ جَهْميةٌ، وهم بمنْزلة المُصرِّحينَ بخَلْقِ القرآنِ.

وقد حكى الإِمام أبو عثمان الصابونيُّ في "عقيدتهِ" ما حَكاهُ ابنُ جَرير رحمه الله عن الإِمام أحمد في تَجْهيم اللفظيةِ، ثمَّ قال:

"والَّذي حكاهُ عن أحمَدَ رضي الله عنه وأرضاهُ: أن اللَّفظيَّةَ جَهْميةٌ، فصَحيح عنه، وإنَّما قالَ ذلك لأنَّ جَهْماً وأصحابَه صَرَّحوا بخَلْقِ القرآن،


(٢٩) "مسائل ابن هانىء" ٢/ ١٥٢.
(٣٠) رواه ابن جرير في "صريح السنَّة" رقم (٣١) ومن طريقه ابن الطبري في "السنَّة" ١/ ١٨٥، ٢/ ٣٥٥ وابن أبي يعلى في "طبقات الحنابلة" ١/ ٢٧٩ - ٢٨٠ وهو صحيح عنه.
(٣١) رواه الخلّال في "السنَّة" -كما في "مجموع الفتاوى" ١٢/ ٣٢٥ - عن أبي بكر به.

<<  <   >  >>