للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فأخبَرَ أنَّ الكلامَ الحقيقيَّ هو الذي في القلْب دونَ نُطْقِ اللسانِ، وأنَّ الحُكْمَ للكلام الذي في القَلْب على الحقيقةِ، وأنَّ قَوْلَ اللسان مَجازٌ قد يُوافقُ القلبَ وقد يُخالِفُه.

وقوله -صلى الله عليه وسلم-: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ" (٧).

والنَّدَمُ معنى في القَلْبِ.

وقولُه -صلى الله عليه وسلم-: "يقولُ الله -عَزَّ وَجَلَّ-: أنا عنْدَ ظَنّ عبدي بي، وأنا معه حينَ يذكُرُني، إنْ ذَكَرَني في نفسهِ ذكرتُهُ في نَفْسِي" (٨).

فأثبتَ الذِّكْرَ للنَّفْس.


= ٥ - عبد الله بن عباس.
أخرج حديثه: الطبراني في "الكبير" ١١/ ١٨٦ أو العُقيلي في "الضعفاء" ١/ ٨٢ وابن عَدِي في "الكامل" ٦/ ٢٠٧٤ من طريق قدامة بن محمد ثنا إسماعيل ابن شَيْبة الطائفي عن ابن جُريج عن عطاء عن ابن عباس.
أورده العُقيليُّ في مناكير إسماعيل، وأورده ابن عَدِي في مَناكير قُدامة، والذي أراه أن روايته بهذا الإِسناد من مناكير إسماعيل، فإنَّه أتى عن ابن جريج بأحاديث منكرَة جدًّا لا يُحْتَمل تفرُّده بها عنه، أمَّا قُدامةُ فإنَّه صَدوق لا بأس به.
ولكنَّ الحديث صحيحٌ بطرقهِ السابقة صحّةً لا رَيْب فيها.
(٧) حديث صحيح.
وردَ عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من عدة وجوه.
رواه عنه ابن مسعود، وأنس بن مالك، ووائل بن حُجْر، وأبو سعد الأنصاري، أبو هريرة، وعائشة.
وتفصيل الكلام عليه يطول، وله موضع آخر.
(٨) حديث صحيح، مُتَّفق عليه.

<<  <   >  >>