للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القُرآنُ، والتَّوارةُ، والإِنْجيلُ.

فالقرآنُ كلامُه: سُوَرُهُ، وآياتُهُ، وكَلِماتُهُ.

تَكَلَّمَ به بحُروفِهِ ومَعانيهِ.

ولم يُنْزِلْه على أحدٍ قبلَ محمَّد -صلى الله عليه وسلم-.

أسمعَهُ جِبريلَ عليه السَّلامُ، وأسْمَعَهُ جبريلُ مُحَمَّدًا -صلى الله عليه وسلم-، وأسْمعَهُ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- أمَّتَهُ، وليسَ لجبريلَ ولا لمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- إلاَّ التبليغُ والأداءُ.

وهو المكتوبُ في اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وهو الَّذي في المَصاحِفِ، يَتْلوهُ التالونَ بألسنتِهم، ويقرؤُهُ المُقرئونَ بأصواتِهم، ويسمَعُهُ السَّامعونَ بآذانِهِم، ويَنْسَخُهُ النُّسَّاخُ، ويَطْبَعُهُ الطَّابعونَ بآلاتِهِم، وهو الَّذي في صُدورِ الحُفَّاظِ، بحُروفهِ ومَعانيهِ، تكلَّمَ اللهُ بهِ على الحَقيقةِ، فهو كلامُهُ على الحَقيقةِ لا كَلامُ غيرِهِ، منه بَدَأ، وإليه يَعودُ، وهو قُرآنٌ واحدٌ مُنْزَلٌ، غيرُ مَخلوق، كيفَما تصرَّفَ: بقراءةِ قارئ، أو بلفظِ لافظٍ، أو بحِفْظِ حافظٍ، أو بخَطِّ كاتبٍ، وحَيثُ تُلِيَ، وكُتِبَ، وقُرِىءَ.

فمَنْ سَمِعهُ فزَعَم أنَّه مَخلوقٌ فَقَدْ كَفَرَ.

وكَتَبَ تَعالى التَّوْراةَ لمُوسى بيدهِ، قبلَ خَلْقِ آدمَ بِأربعينَ سَنَةً -كما صحَّ به الخبرُ-.

وكَلامُ الله تعالى ينقَسِمُ وَيَتَبعَّضُ ويتَجزَّأ.

فالقرآنُ مِن كلامِهِ، والتَّوراةُ من كلامِهِ، والإِنجيلُ من كلامِهِ.

والقرآنُ غيرُ التْوراةِ، والتَّوراةُ غيرُ الإِنجيلِ.

<<  <   >  >>