والوجه الثاني: وهو قول الكلبي: أن المراد بقوله: {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}، الوحش والطير وغيرهما من غير العقلاء، فتكون "مَنْ" مستعملة في غير العقلاء، ومنه قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ} [النور: ٤٥] الآية. والوجه الثالث: أن هذا من باب التغليب، وأنها تُستعمل لهذا وهذا، وغُلِّبَ العقلاء على غير العقلاء. [التفسير الكبير للرازي (١٩/ ١٧٢)]. (٢) قال ابن مسعود - رضي الله عنهما - في هذه الآية: يبعث الله الرياح لتلقح السحاب فتحمل الماء وتمجه في السحاب، ومثل هذا المعنى قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: الرياح لواقح للشجر وللسحاب، وهو قول الحسن وقتادة والضحّاك. وأصل هذا من قولهم: لقحت الناقة وألقحها الفحل إذا ألقى الماء فيها، فحملت، فكذلك الرّياح. [التفسير الكبير للرازي (١٩/ ١٧٤)، زاد المسير (٤/ ٣٩١)].