للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللفظ إلا على أنف فاحش موحش مثل الكلب والخنزير والفيل والبعوضة. والمراد بالوسم معنى يتميز به الموسوم عن سائر المعذبين.

{إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ} نزلت الآيات في سنوات الدخان حين دعا رسول الله على قريش بسبع كسبع يوسف -عليه السلام-، أكلوا العلهز والرمة من الحمير والمجاعة (١).

وضرب الله مثلًا أصحاب الجنة وهم ثلاثة إخوة باليمن في قرية تسمى صروان (٢) وكان أبوهم قد رسم للفقراء كل ما أخطأه المنجل من الزرع، وكل ما سقط عن البسط من المنجل، وكل ما أخطأه القطاف من الكرم، فكانوا يتعيشون به. فلما مات أبوهم وورثه هؤلاء البنون الثلاثة بخلوا بما رسمه أبوهم وقالوا: كانت يد أبينا يدًا واحدة وفي العيال قلة حين رسم هذا الرسم، وأمّا اليوم فلا نفعل، وتواعدوا وتقاسموا {لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ} ولم يقولوا إن شاء الله. و (الصِّرام): الحصاد.

فأرسل الله على أموالهم بالليل آفة {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ (٢٠)} وهو الحصيد، وأصبح الإخوة باكرين من بيوتهم يتنادون {أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَارِمِينَ (٢٢) فَانْطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ} أن (٣) لا تخلوا مسكينًا يدخل عليكم اليوم.

{عَلَى حَرْدٍ} قصد (٤) (٥) {قَادِرِينَ} مستطيعين للصرام إن أدركوا.


(١) الحديث في صحيح البخاري (٣/ ١٠٧٢)، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا بلفظ: كان يدعو في القنوت: "اللهمَّ أَنْج سلمة بن هشام، اللهم أَنْج الوليد بن الوليد، اللهم أَنْج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أَنج المستضعفين من المؤمنَين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم سنين كسني يوسف" وأخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٢/ ١٩٧).
(٢) قال القرطبي (١٥/ ١٤): القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين، ونقله عن الطبري والماوردي والسهيلي.
(٣) (أن) من "ب" "أ".
(٤) (قصد) ليست في "أ".
(٥) في الحرد أربعة أقوال: منها ما ذكره المؤلف أنها بمعنى القصد، وقيل: بمعنى المنع، وقيل: بمعنى الغضب، وقيل: هو اسم للجنة؛ قاله في التسهيل في علم التنزيل (٤/ ١٣٩)، وابن حجر في فتح الباري (٨/ ٦٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>