للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{فَإِنْ طِبْنَ} طابت أنفسهن بالخروج لكم عن شيء من الصداق، أي رضين ببدله، وإنما قال: {عَنْ شَيْءٍ} ليتناول القليل والكثير والبعض والكل. و (من) في {مِنْهُ} ليتبين الجنس دون التبعيض فـ {هَنِيئًا مَرِيئًا} سائغًا شافيًا حال للمفعول (١)، والمراد به نفي الوبال ورفع الحرج عن الآكلين، يقال: هنأني الطعام ومرأني، فإذا لم يقل (٢) هناني قلت: أمراني با لألف. وقال ابن الأعرابي: هنأني (٣) ومرأني وأمرأني (٤)، إذا انهضم الطعام، ولا يقول (٥): مرئني.

{وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ} قال ابن عباس: لا تعمل إلا (٦) ما خولك الله من المال وجعله معيشة لك فتعطيه أولادك وتنظر إلى ما في أيديهم ولكن أمسكه (٧) وأصلحه وكن أنت الذي تنفق عليهم في كسوتهم ورزقتهم (٨). وقيل: الخطاب للأوصياء، وإنما قال: {أَمْوَالَكُمُ} على سبيل المجاز. كقولك: استرق بأموالنا إذا استرق أموال (٩) أقربائك وجيرانك. وكسوتك: نقيض قولك: عريته. وكسى يَكسى إذا صار مكتسيًا، والكاسي من كسَوت: وهو الملبس، ومن كسى يُكسى وهو اللباس. {قَوْلًا مَعْرُوفًا} أن


(١) هذا أحد الأوجه في إعراب "هنيئًا مريئًا" وهو أنه منصوب على الحال من الهاء في "كلوه" وهو اختيار أبي جعفر النحاس، والوجه الثاني: أنه منصوب على أنه صفة لمصدر محذوف. والتقدير: أكلًا هنيئًا، والوجه الثالث: أنهما صفتان قامتا مقامَ المصدر المقصود به الدعاء النائب عن فعله.
[إعراب القرآن لأبي جعفر النحاس (٢/ ٣٩٥)، الدر المصون (٣/ ٥٧٦)، الجدول في إعراب القرآن - محمود صافى (٢/ ٤٣٧)].
(٢) في "أ": (تقل).
(٣) في "أ" "ب": (هنيني).
(٤) عزاه لابن الأعرابي القرطبي في تفسيره (٢٧٣).
(٥) في "أ": (ولا تقولوا).
(٦) في "أ" "ب": (إلي).
(٧) في "ب" "ي" والأصل: (أمثلة).
(٨) ابن جرير (٦/ ٣٩٨)، وابن المنذر (١٣٤٩)، وابن أبي حاتم (٤٧٩١).
(٩) في "ي" والأصل: (استرف أموال أقربائك).

<<  <  ج: ص:  >  >>