للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و (المسح): إمساس الماء (١).

والباء (٢) للتّبعيض، كقولك (٣): أخذت بزمام النّاقة، وقيل: للاستيعاب كقوله: {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [الحجّ:٢٩]، وقد روي أنّه صلّى الله عليه وسلّم مسح على ناصيته (٤).

و (الأرجل): الأقدام، واحدها رجل (٥).

{فَاطَّهَّرُوا:} فاغتسلوا (٦).

{وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ:} لابتداء الغاية، وهو أن يرفع (٧) يديه للمسح من الصّعيد، ويحتمل التّبعيض (٨).

٧ - {وَاُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ:} إن أجريت الخطاب على العموم فالميثاق المذكور ما التزمناه عند الدّخول في الإسلام، أو حين عقلنا الإسلام، أو ما أخذ الله بقوله علينا قوله (٩):

{أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} قلنا: {بَلى} [الأعراف:١٧٢] (١٠). وقيل: الخطاب للمؤمنين من اليهود، والميثاق ما أخذ الله عليهم في التّوراة (١١). وقيل: الخطاب لأصحاب الشّجرة أو لأصحاب العقبة، والميثاق هي البيعة المأخوذة منهم (١٢).

{بِذاتِ الصُّدُورِ:} الضّمائر (١٣). سمّى العرض ههنا ذا جوهر، والجوهر في سائر الموارد ذا عرض، فقال سبحانه وتعالى: {حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ} [النّمل:٦٠]، و {ذاتِ قَرارٍ} [المؤمنون:٥٠]، و {ذاتِ الشَّوْكَةِ} [الأنفال:٧] لاتّساع لفظ (ذا) وإطلاقه على جميع ما ينطلق عليه اسم الشّيء، وهو إذا أضيف إلى شيء أعربه وخرج عن كونه مشارا إليه، وهو عند الإضافة هو المضاف إليه في الحقيقة دون ما أضيف إليه.


(١) ينظر: التعريفات ٢٧٢، والتوقيف ٦٥٥.
(٢) في قوله: وَاِمْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ. وينظر في توجيه الباء: البحر المحيط ٣/ ٤٥١.
(٣) في ك: كقوله.
(٤) ينظر: سنن الترمذي ١/ ١٧١، وصحيح ابن حبان ٤/ ١٧٢، والمعجم الكبير ٢٠/ ٤٢٨.
(٥) ينظر: البحر المحيط ٣/ ٤٤٣.
(٦) ينظر: الوجيز ١/ ٣١٠، وتفسير البغوي ٢/ ١٧، والتفسير الكبير ١١/ ١٦٥.
(٧) في ع: يدفع، وبعدها: الصيد، بدل (الصعيد).
(٨) ينظر: الدر المصون ٤/ ٢١٦.
(٩) ساقطة من ك.
(١٠) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ١٩١ - ١٩٢، وتفسير القرآن الكريم ٣/ ٣٥، والتفسير الكبير ١١/ ١٧٩.
(١١) ينظر: التفسير الكبير ١١/ ١٧٩، وتفسير القرطبي ٦/ ١٠٨.
(١٢) ينظر: الكشاف ١/ ٦١٢، وزاد المسير ٢/ ٢٤٨، وتفسير القرطبي ٦/ ١٠٨ - ١٠٩.
(١٣) ينظر: تفسير الطبري ٦/ ١٩٣، ومجمع البيان ٣/ ٢٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>