للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن هذه المصادر التي اعتمد عليها كاتب سفر أعمال الرسل يطرح ل. م/ أحمد عبد الوهاب رؤىً متعددة للنقاد المسلمين وغيرهم تدور حول مرجعية أعمال الرسل مرجحًا ما رآه أقرب للصواب منها وهي كالتالى:

(قيل إن كاتب لوقا اتخذ من إنجيل مرقس مرجعًا له، ولكن لا يستبعد أن يكون قد استخدم مصادر أخرى غير هذا الإنجيل سواء أكانت هذه المصادر مكتوبة أم شفهية عندما وضع أعمال الرسل، ولقد كان لوقا في أمس الحاجة إلى مصادر جديدة لكتابة الاصحاحات الخمسة عشرة الأولي التى أورد فيها أحداثا لم يكن هو أحد أطرافها أو شهودها. وهنا نتساءل كيف عرف هذه الأحداث إن كانت صادقة أو مجرد شائعات، لقد بذل القساوسة محاولات جمة من أجل افتراض سلامة هذه المصادر فمثلًا وجد كثير من العلماء أنه استمد الجزء الأول من كتابه من مصدر يهودي قيصري ويهودي إنطاكى، ويرى البعض الآخر أن المصدر عقائدي استنتاجًا من الأسلوب والنظرة الشاملة ثم يضربون مثلًا على استخدامه ضمير الجماعة ويقولون إذا ما كان المؤلف غير مؤلف أعمال الرسل، فلابد وأن يكون مؤلف أعمال الرسل قد استفاد من مصدر سابق) (١).

(ومن المحتمل أيضًا أن يكون هذا المصدر ضعيف التركيب والأسلوب، فقام بولس بإعادة تحريره أو بعبارة أخرى بإعادة تفسيره أو تحويره، ولكن ليس هناك في أعمال الرسل ما يدل على اعتماد الكاتب على رسائل بولس، وقد تكون الوثائق التي يظن أن لوقا قد قرأها، والأقرب إلى الصواب: أن المصادر التي اعتمد عليها لوقا في كتابته أعمال الرسل روائية أي شفهية، والمصادر الشفهية هي أقل ثقة من المصادر المكتوبة) (٢).

خامسًا: المؤلف وتاريخ التأليف:

(إن مؤلف سفر أعمال الرسل هو مؤلف الإنجيل الثالث، هذا أمر اقتنع به التقليد طوال القرون، يضاف إلى ذلك أن المقارنة بين فاتحي الكتابين تقتضى هذه الوحدة فالكتابان مرفوعان إلى ثاوفيلس، ووجود الأجزاء بصيغة (نحن) يوحى بأن المؤلف كان منتميًا إلى بيئة بولس فيكون لوقا الطبيب هو المرشح الممكن الوحيد ... والتوافق بين أفكار أعمال الرسل وأفكار بولس في رسائله يبقي على أقل تقدير غير أكيد في شئون بعضها مهم كمعنى الرسالة رقم ١٣/ ١٣ ومكانة الشريعة على سبيل المثال، ولما كان نقاد عصرنا يحددون تاريخ تأليف الإنجيل الثالث فيما بعد السنة ٧٠ م فهم يحددون تاريخ تأليف أعمال الرسل في نحو ٨٠ م في وقت ينقص أو يزيد عشر سنوات) (٣).


(١) الأناجيل دراسة مقارنة د/ أحمد طاهر ص ٤٧ بتصرف يسير.
(٢) المرجع السابق: ص ٤٧.
(٣) اختلافات في تراجم الكتاب المقدس ص ٨٩، ٩٠.

<<  <   >  >>