للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما عن بداية استعمالها علمًا على الذات الإلهية يقول د/ محمود مزروعة:

هي لفظة قديمة مهملة قبل موسى عليه السلام فأحياها سيدنا موسى عليه السلام وتمسك بها علمًا على الذات الإلهية وأهمل ما عداها وسبب هذه التسمية:

ذهب البعض إلى أن اسم "يهوا" لا يعرف اشتقاقه على التحقيق فيصح أنه من مادة الحياة ويصح أنه نداء لضمير غائب أي "يا هو" لأن موسى- عليه السلام - علم بني إسرائيل أن يتقوا الرب توقيرًا له وأن يكتفوا بالاشارة إليه.

والبعض الآخر يرى أن هناك احتمالًا لاتجاه آخر هو أنه الكلمة المماثلة لكلمة لورد أي: سيد هى: "يهوا" وكانت اللغة العبرية تُكتب بدون حروف علة حتى سنة ٥٠٠ م ثم دخلت هذه الحروف فأصبحت كلمة "يهوا" "يا هوفا" ومعناها "سيد أو إله" (١). ويقول د/ المسيري عن استخدام هذا الاسم:

(ولا يرد اسم يهوه في المصدرين الإلوهيمي أو الكهنوتي إلى أن يسفر الإله لموسى عن نفسه فتقول التوراة: هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله ابائكم، إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم (٢) ولكن المصدر اليهوى يستخدم الاسم في سفر التكوين: (٢/ ٤) مفترضًا بذلك أنه يعود إلى أيام إبراهيم ولكن يبدو أن هذا إسقاط من محررى العهد القديم لمصطلحات مرحلة لاحقة على مرحلة سابقة وقد جاء في سفر الخروج: أن الرب كلم موسى وقال: أنا الرب وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب يأتي الإله القادر على كل شىء وأما باسمي يهوه فلم أعرف عندهم (٣). (٤)

ثم يقول: يأتى ذكر "يهوه" أكثر من ستة آلاف مرة في العهد القديم وهو أكثر أسماء الإله شيوعًا وقداسة وكان يتفوه به الكاهن الأعظم فقط داخل قدس الأقداس في يوم الغفران ... وقد نسب إليه العهد القديم صورًا عديدة من القسوة والوحشية (٥).

٣ - "إيل": اسم من أسماء الله في العبرية فقد كان اليهود يسمون الله بـ (إيل) وكثيرًا ما تستعمل التوراة اسم "إيل" مع صيغة صفات الله مثل "إيل عليون" كما جاء في الأصل العبري أي "الله العلى" إيل شداي أي "الله القدير" (٦)


(١) دراسات في اليهودية أ. د/ محمود مزروعة ص ١٦٤ ط - دار الطباعة المحمدية- القاهرة ط ١/ ١٤٠٧ هـ/ ١٩٨٧م.
(٢) خروج (٣/ ١٥) موسى والعليقة المشتعلة
(٣) الاصحاح: (٦/ ٢ - ٣) بدون.
(٤) موسوعة اليهودية واليهود ص (٥/ ٧٠).
(٥) المرجع السابق ص (٥/ ٧٠).
(٦) تكوين: (٣٥/ ١١) عودة يعقوب إلى بيت "إيل"، جهود الإمامين ص (١١٤، ١١٥).

<<  <   >  >>