للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد نقد المؤلف هذه القصة نقدًا موضوعيًا وردها بنصوص صريحة من الكتاب المقدس تؤكد أن الله -عز وجل- لم يره أحد وعدم إمكانية رؤية الله تعالى في الدنيا فقال:

إن نصوص الكتاب المقدس تدل على عدم إمكانية رؤية الله تعالى في الدنيا منها: "فكلمكم الرب من جوف النار فسمعتم صوتا ولم تروا الشبه البتة فاحفظوا أنفسكم بحرص فإنكم لم تروا شبها يوم كلمكم الله" (١). وقول الرب لموسى "لا تقدر أن ترى وجهى ... وأما وجهى فلا يُرى" (٢) وقول المسيح "الله لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراهم (٣) ويقول: هذا صريح بعدم إمكان رؤية الله تعالى في الدنيا قطعًا ومثل هذه النصوص الصريحة لا يجوز ترك اعتقاد حكمها والتمسك بما يخالفها. بمجرد التأويل (٤).

ثم ذكر بعد ذلك عدة أدلة عقلية ترد هذه الدعوى منها ما يلى:

١ - (أن الظهور بالهيئات مهما كان نوعه ووصف هيئته هو شبه ومثل ممكن تصوره وحده بالتصور وذلك من صفات الحوادث والله تعالى مغاير لصفات الحوادث ولا شبيه ولا مثيل له.

٢ - أن تشكل الملائكة والجن والشياطين بما شاءوا بقدرة الله الذي اتخذه المؤلف (٥) قرينه على اقتدار الله تعالى على الظهور في الأجسام والهيئات هو وحده كاف لتأييد حكم النصوص الآنفة بعدم جواز اعتقاد تشكله أو ظهوره تعالى في الهيئات الجسمانية بالمعنى الحقيقي للقطع بأنه سبحانه لا يجارى خلقه ولا يتشبه بأعمال عبيده في الشكل والظهور.

٣ - إن عبارة سفر التكوين التي استدل بها بعض مفسري الكتاب المقدس على أن الله ظهر بهيئة منظورة فضلا عن أن ظاهرها لا يؤيد مقصوده بل غاية ما يفيده هو أن إبراهيم عليه السلام نظر ثلاثة رجال ودعاهم إلى الأكل عنده ... وأجابوا دعوته وذبح لهم عجلا بقرا وقدم لهم لحمه مع خبز وزبد ولبن ... وبعد أن أكلوا بشروه ..... الخ القصة، وذلك وحده كاف للعلم بأن أولئك الرجال لم يكونوا الله الواحد الأحد الذي لا يرى ولا تدركه الأبصار ولا تحده الجهات ولا يفتقر إلى الأكل والشرب ولا يصح في الأذهان أن يكون سبحانه مركبا من الأجسام والأعضاء) (٦)

[وأما صفات الأفعال]

كان لكل من د/ المسيري ود/ صفوت مبارك، د/ المطعني، د/ محمود مزروعة، أ/ سميرة عبد الله. جهد واضح في بيان ما نسبه العهد القديم لله عز وجل من صفات تُماثل صفات البشر من هذه الأوصاف أنه يمشي ويتحرك (٧) بين الناس ويأخذ أشكالًا حسية (٨) ووصفوه بالقسوة المفرطة (٩) وأنه يخاف من الناس (١٠)


(١) تثنية: (٤/ ١٢) الأمر بالطاعة
(٢) خروج: (٣٣/ ١٨ - ٢٠) موسى ومجد الرب.
(٣) تيموثاوس الأولى: (٦/ ١٦) الجهاد الحسن.
(٤) الجوهر الفريد ص ١٢٣.
(٥) القس بطرس ديناسيوس "صاحب كتاب القول الصريح في تثليث الأقانيم وتجسيد المسيح" الذي رد عليه أيوب بك في كتابه الجوهر الفريد.
(٦) الجوهر الفريد: أيوب بك صبري ص ١٢٣.
(٧) خروج: (١٣/ ٢٠ - ٢٢) الارتحال.
(٨) خروج: (٢٥/ ٢٢) غطاء التابوت.
(٩) تثنية: (٧/ ١٦ - ١٧) الخروج للحرب، أقصد بالذين وصفوه: كتبة العهد القديم
(١٠) تكوين: (١١/ ٦ - ٨) برج بابل.

<<  <   >  >>