للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٢ - نسبة الملائكة لله تعالى]

وقبل أن تنتقد الباحثة/ سميرة عبد الله. نسبة الملائكة لله تعالى تقول: تنسب التوراة في سفر التكوين لله تعالى ذرية من الملائكة هبطت إلى الأرض وتزوجت من نساء الأرض وتناسل منهم الجبابرة والنص يقول: "وحدث لما ابتدأ الناس يكثرون على الأرض وولد لهم بنات إن أبناء الله أو بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساءً من كل ما اختاروا ... وبعد ذلك أيضًا إذ دخل بنو الله علي بنات الناس وولدن لهم أولادًا هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم (١)، فالملائكة هى التي تلقب بأبناء الله عند اليهود كما رأينا سابقًا، ويتردد هذا اللقب في مواضع كثيرة (٢).

وفي نقدها تقول: (وهنا نلمس انحراف عقيدة اليهود في الملائكة فيما ينسبونه لهم من الذكوريه والزواج والتناسل وهذا أمر لا يعقل وليس ثمة دليل عليه من الوحي الذي هو المصدر الوحيد لمعرفة الغيب وأحوال الكائنات الغائبة عنا كالملائكة كما أن هذا الوصف يتعارض مع الهدف الذي خلق الله الملائكة لأجله رسلا وجنودا وسفرة له -عز وجل- إلى الإنس والجن) (٣).

ويعلق ل/ أحمد عبد الوهاب على هذه الدعوى بقوله:

وقد زل قلم كتبة الأسفار حين جعلوا الملائكة أبناء الله فهذا سفر أيوب يحكي عن مجمع مقدس في حضرة رب السماء والأرض سبحانه - حضره الشيطان مع الملائكة - وجرت فيه كوميديا إلهية تقول بعض نصوصها (٤): "كان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا أمام الرب، وجاء الشيطان أيضًا في وسطهم فقال الرب للشيطان من أين جئت ... فأجاب الشيطان الرب وقال من الجولان في الأرض ومن التمشى فيها" (٥).

وإضافة إلى ما سبق ورغم وجود هذا التناقض في قصة إبراهيم -عليه السلام- ومنوح وما قيل عن إطعام الملائكة وتزاوجهم مع البشر واعتبارهم أبناء الله والخلط بينهم وبينه - سبحانه - إلا أنه قد ورد في التوراة نصوص تؤكد ظهور الملائكة في صورة بشر وإمكان رؤية الصالحين لهم (٦).


(١) تكوين: (٦/ ١ - ٤).
(٢) أيوب: (١: ٦) وقابله بـ (٢/ ١)، (٣٨/ ٧)، دانيال: (٣/ ٢٥)، مزامير: (٢٩/ ١)، (٨٩/ ٦).
(٣) جهود الإمامين: ص ٢٠٦.
(٤) الوحي والملائكة: ص ١٩.
(٥) أيوب: (١/ ٦ - ٧) الامتحان الأول لأيوب، (٢/ ١ - ٢) الامتحان الثاني.
(٦) الوحي والملائكة: ص ١٩، ٢٠ بتصرف، كما في دانيال: (٨/ ١٥ - ١٩)، (٩/ ٢٠ - ٢٢)، خروج: (٣/ ١ - ٣) وأشعياء: (٦/ ٢ - ٤).

<<  <   >  >>