للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[٥ - الجن والشياطين]

انفرد د/ المسيري، بتقديم رؤية نقدية توضح مفهوم الجن والشياطين في العهد القديم فيقول:

توجد في العهد القديم إشارات عديدة إلى كائنات خرافية قد تكون خيرة أو شريرة حسب الوظيفة إلى تقوم بها ومن هذه الكائنات الشياطين وأهمها ليل وعزازيل فأما ليل (ليليت) في التراث اليهودي الشعبي ... وهي شيطانه الليل والظلام ... وقد ذكرت في العهد القدم بشكل عابر في سفر أشعياء (٣٤/ ١٤) باعتبارها إحدى الأرواح وأحد الوحوش المفترسة التي ستدمر الأرض في آخر الأيام أما "عزازيل" روح شريرة أو شيطان اسمه في العهد القديم في سفر اللاويين (١٦/ ٨، ١٠، ٢٦) وهو أحد قواد الملائكة الذين سقطوا من السماء ويعيش عزازئيل حسب الرؤية اليهودية القديمة في البرية بالقرب من أورشليم وله تقدم القرابين في يوم الغفران (١).

ومن خلال الرؤى النقدية المتنوعة لعلماء المسلمين حول عقيدة اليهود في الجن والملائكة يتضح التالي:

١ - تناقض التوراة فيما تذهب إليه من نسبتها الأكل والشرب في موضع ونفيها عنهم الأكل والشرب في موضع آخر.

٢ - وصف الملائكة في العهد القديم بأنهم أبناء الله وحدوث التزاوج والتناسل بينهم وبين البشر أمر لا يقبله عقل وهو محض افتراء.

٣ - العهد القديم يصف الملائكة بأنهم يفعلون الشر وهو كذب وتلفيق وإذا كان الأمر كذلك فما فائدة شياطين الانس والجن.

٤ - تطور مفهوم الجن والملائكة في العهد القدم يعطي رؤية واضحة لما وقع فيه من التحريف والتبديل على مر العصور.

٥ - الإيمان بالملائكة ركن أساسى من أركان الإيمان, وإنكار وجودهم خروج عن التصور الصحيح لقواعد الإيمان, وبالتالي فإن وصف كتبة العهد القديم لهم بأنهم بنات الله، خروج عن أصول الإيمان وكفر وضلال مبين، فقال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (٢).


(١) انظر: موسوعة اليهود واليهودية (٥/ ٢٩٣).
(٢) سورة النساء، الآية: (١٣٦).

<<  <   >  >>